موشح ساحر، يزداد جمالاً كلّما تُعيد قراءته، قاله إبن زيدون وهو يتذكر قرطبة ومجالس أنسه فيها:
سَقى الغَيْثُ أطلالَ الأحِبَّةِ بالحِمَى
وحاكَ عليْها ثوبَ وَشْيٍ مُنـَمْنما
وأطلعَ فيها للأزَاهِيرِ أنجُمَا
فكم رَفَلَتْ فيها الخَرَائِدُ كالدُّمَى
إذِ العَيْشُ غَضٌّ والزَّمانُ غُلامُ
***
أهِيمُ بجَبَّارٍ يَعِزُّ وأخْضَعُ
شَذا المِسْكِ مِنْ أرْدانِهِ يَتَضَوَّعُ
إذا جِئْتُ أشْكوهُ الجَوَى ليْسَ يَسْمَعُ
فما أنا في شيءٍ مِنَ الوَصلِ أطمَعُ
ولا أن يَزورَ المُقلَتَيْنِ مَنامُ
***
قضِيبٌ مِنَ الرَّيْحانِ أثمَرَ بالبَدرِ
لَوَاحِظُ عَيْنيْهِ مُلِئنَ مِنَ السِّحْرِ
ودِيباجُ خَدَّيْهِ حَكَى رَوْنقَ الخَمْرِ
وألْفَاظُهُ في النـُّطقِ كاللّؤلؤ النّثرِ
وَرِيقَتُهُ في الارْتِشَافِ مُدامُ
***
سَقَى جَنباتِ القَصْرِ صَوْبُ الغَمَائِمِ
وغَنـَّى على الأغْصَانِ وُرْقُ الحَمائِمِ
بِقُرْطُبَةَ الغَرَّاءِ دَارِ الأكارمِ
بلادٌ بِهَا شَقَّ الشَّبابُ تَمائِمي
وَأنْجَبَني قَومٌ هُناكَ كِرامُ
***
فكَمْ لِي فِيهَا مِنْ مَساءٍ وَإصباحِ
بِكُلِّ غَزَالٍ مُشرِقِ الوَجْهِ وَضَّاحِ
يُفدِّمُ أفْوَاهَ الكؤُوسِ بِتُـُفـَّاحِ
إذا طَلَعَتْ في رَاحِهِ أنجُمُ الرَّاحِ
فإنـَّا لإعظامِ المُدامِ قِيامُ
***
وَيَومٍ لَدَى النـَّبتِيِّ في شاطِىءِ النـَّهْرِ
تُدارُ عَليْنَا الرَّاحُ في فِتيَةٍ زُهْرِ
وَلَيْسَ لَنَا فَرْشٌ سِوَى يانِعِ الزَّهرِ
يَدُورُ بِهَا عَذبُ اللّما أهْيَفُ الخَصْرِ
بِفِيهِ مِن الثـَّغرِ الشَّنِيبِ نِظامُ
***
وَيَومٍ بِجَوْفيِّ الرُّصَافةِ مُبْهِجِ
مَرَرْنا بِرَوضِ الأقحُوانِ المُدَبَّجِ
وقابَلَنَا فيهِ نسِيمُ البَنفسجِ
ولاحَ لَنَا وَرْدٌ كَخَدٍّ مُضَرَّجِ
نراهُ أمَامَ النـَّورِ وهو إمامُ
***
وأكْرِمْ بأيَّامِ العُقابِ السَّوالِفِ
وَلَهْوٍ أثَرْناهُ بتِلكَ المَعَاطِفِ
بسُودِ أثِيثِ الشَّعْرِ بِيضِ السَّوالِفِ
إذا رَفَلُوا فِي وَشْيِ تِلكَ المَطارِفِ
فليْسَ على خَلْعِ العِذارِ مَلامُ
***
وَكَمْ مَشْهَدٍ عِندَ العَقيقِ وَجِسْرِهِ
قَعَدْنا عَلَى حُمْرِ النـَّباتِ وَصُفْرِهِ
وَظَبْيٍ يُسَقـِّينَا سُلافَةَ خَمْرِهِ
حَكَى جَسَدِي في السّقْمِ رِقـَّة خَصْرهِ
لَوَاحِظُهُ عِندَ الرُّنـُوِّ سِهَامُ
***
فَقُلْ لِزَمَانٍ قَدْ تَـَوَلـَّى نَعِيمُهُ
وَرَثـَّتْ على مَرِّ اللـَّيالي رُسُومُهُ
وَكمْ رَقَّ فيهِ بالعَشِيِّ نسِيمُهُ
وَلاحَتْ لِسَارِي اللـَّيْلِ فِيهِ نـُجُومُهُ:
عَليكَ مِنَ الصَّبِّ المَشُوقِ سَلامُ!
------------------------------
حملة احياء ذكرى سقوط الاندلس
1-2 521 عاماً على سقوط الاندلس فردوسنا المفقود
سَقى الغَيْثُ أطلالَ الأحِبَّةِ بالحِمَى
وحاكَ عليْها ثوبَ وَشْيٍ مُنـَمْنما
وأطلعَ فيها للأزَاهِيرِ أنجُمَا
فكم رَفَلَتْ فيها الخَرَائِدُ كالدُّمَى
إذِ العَيْشُ غَضٌّ والزَّمانُ غُلامُ
***
أهِيمُ بجَبَّارٍ يَعِزُّ وأخْضَعُ
شَذا المِسْكِ مِنْ أرْدانِهِ يَتَضَوَّعُ
إذا جِئْتُ أشْكوهُ الجَوَى ليْسَ يَسْمَعُ
فما أنا في شيءٍ مِنَ الوَصلِ أطمَعُ
ولا أن يَزورَ المُقلَتَيْنِ مَنامُ
***
قضِيبٌ مِنَ الرَّيْحانِ أثمَرَ بالبَدرِ
لَوَاحِظُ عَيْنيْهِ مُلِئنَ مِنَ السِّحْرِ
ودِيباجُ خَدَّيْهِ حَكَى رَوْنقَ الخَمْرِ
وألْفَاظُهُ في النـُّطقِ كاللّؤلؤ النّثرِ
وَرِيقَتُهُ في الارْتِشَافِ مُدامُ
***
سَقَى جَنباتِ القَصْرِ صَوْبُ الغَمَائِمِ
وغَنـَّى على الأغْصَانِ وُرْقُ الحَمائِمِ
بِقُرْطُبَةَ الغَرَّاءِ دَارِ الأكارمِ
بلادٌ بِهَا شَقَّ الشَّبابُ تَمائِمي
وَأنْجَبَني قَومٌ هُناكَ كِرامُ
***
فكَمْ لِي فِيهَا مِنْ مَساءٍ وَإصباحِ
بِكُلِّ غَزَالٍ مُشرِقِ الوَجْهِ وَضَّاحِ
يُفدِّمُ أفْوَاهَ الكؤُوسِ بِتُـُفـَّاحِ
إذا طَلَعَتْ في رَاحِهِ أنجُمُ الرَّاحِ
فإنـَّا لإعظامِ المُدامِ قِيامُ
***
وَيَومٍ لَدَى النـَّبتِيِّ في شاطِىءِ النـَّهْرِ
تُدارُ عَليْنَا الرَّاحُ في فِتيَةٍ زُهْرِ
وَلَيْسَ لَنَا فَرْشٌ سِوَى يانِعِ الزَّهرِ
يَدُورُ بِهَا عَذبُ اللّما أهْيَفُ الخَصْرِ
بِفِيهِ مِن الثـَّغرِ الشَّنِيبِ نِظامُ
***
وَيَومٍ بِجَوْفيِّ الرُّصَافةِ مُبْهِجِ
مَرَرْنا بِرَوضِ الأقحُوانِ المُدَبَّجِ
وقابَلَنَا فيهِ نسِيمُ البَنفسجِ
ولاحَ لَنَا وَرْدٌ كَخَدٍّ مُضَرَّجِ
نراهُ أمَامَ النـَّورِ وهو إمامُ
***
وأكْرِمْ بأيَّامِ العُقابِ السَّوالِفِ
وَلَهْوٍ أثَرْناهُ بتِلكَ المَعَاطِفِ
بسُودِ أثِيثِ الشَّعْرِ بِيضِ السَّوالِفِ
إذا رَفَلُوا فِي وَشْيِ تِلكَ المَطارِفِ
فليْسَ على خَلْعِ العِذارِ مَلامُ
***
وَكَمْ مَشْهَدٍ عِندَ العَقيقِ وَجِسْرِهِ
قَعَدْنا عَلَى حُمْرِ النـَّباتِ وَصُفْرِهِ
وَظَبْيٍ يُسَقـِّينَا سُلافَةَ خَمْرِهِ
حَكَى جَسَدِي في السّقْمِ رِقـَّة خَصْرهِ
لَوَاحِظُهُ عِندَ الرُّنـُوِّ سِهَامُ
***
فَقُلْ لِزَمَانٍ قَدْ تَـَوَلـَّى نَعِيمُهُ
وَرَثـَّتْ على مَرِّ اللـَّيالي رُسُومُهُ
وَكمْ رَقَّ فيهِ بالعَشِيِّ نسِيمُهُ
وَلاحَتْ لِسَارِي اللـَّيْلِ فِيهِ نـُجُومُهُ:
عَليكَ مِنَ الصَّبِّ المَشُوقِ سَلامُ!
------------------------------
حملة احياء ذكرى سقوط الاندلس
1-2 521 عاماً على سقوط الاندلس فردوسنا المفقود